الرئيسية / آخر الأخبار / مِن رَحْمِ القَصْف وُلِدَ شِعرهُ… وبين أحضان الطبيعة نما..حوار خاص لموقع بكرا أحلى مع الشّاعر محمد عفيف علوش
الشاعر محمد علوش

مِن رَحْمِ القَصْف وُلِدَ شِعرهُ… وبين أحضان الطبيعة نما..حوار خاص لموقع بكرا أحلى مع الشّاعر محمد عفيف علوش

مِن رَحْمِ القَصْف وُلِدَ شِعرهُ… وبين أحضان الطبيعة نما… ومع كلِّ موجة ارتقى.. حوار خاص لموقع بكرا أحلى مع الشّاعر محمد عفيف علوش

ميرا البعاصيري

شاعرٌ يرسم المشاعرَ بأحرف الأبجديّة، ويعزف على أوتار الكلمات أنغاماً أبديّة. كلُّ شِعرٍ يصطحبنا إلى ملكوت مختلف. لكلِّ كلمة سحرٌ مُميز، سحرٌ يرسمُ لنا أجنحةً خفيّة ويُحلِّق بنا إلى غابةٍ من مرمر حيث يلفح وجوهنا نسيمٌ بعبق الياسمين. ومع أوّل نفسٍ سنجد أنفسنا وسط سهولٍ فيها من الورد كلّ أنواعه، ومئات الفراشات الملوّنة تلتفُّ حولنا وتطير بنا إلى الأعلى لنلقي التحيّة على الشّمس ثم نجلس على أرجوحة القمر.
أُقدِّم لكم الفنّان الشامل، الشّاعر والإعلاميّ والفنّان التشكيلي… الاستاذ محمد عفيف علوش.
الشّاعر محمد علوش هو رئيس ملتقى الألوان الفني، عضو نقابة الفنيين السينمائيين في لبنان، عضو نقابة العاملين في الإعلام المرئي والمسموع، عضو الهيئة الإدارية في الرابطة العربيّة للفنون، وعضو الهيئة الإدارية في الملتقى الثقافي اللبناني. له ديوان “مواويل” (2011 )، وديوان “سراج الحكي”(2015 ).
شارك الشّاعر محمد علوش في العديد من الإحتفالات والمهرجانات الشِّعرية في لبنان والعالم العربي.
وفي حوار خاص مع الشّاعر محمد علوش تعرّفت عليه أكثر وطرحتُ عليه بعض الأسئلة.

1_ بأيِّ عمرٍ بدأتَ بكتابة الشِّعر المحكي والزجل؟ أخبرنا أكثر عن بداية مسيرتكَ.
بدأتُ بكتابة الشِّعر بعمر 12-13 سنة وكانت في سهرات عائليّة حيث يتبارى الجميع بالزجل وخاصة لون القرّادي، وأشعلتْ تلك السهرات والجلسات فتيلَ الشِّعر الأوّل في قنديل صوتي.

2_ عادةً يولد الكاتبُ داخلَنا إما تأثُّراً منّا بشخصٍ قريب يكتب أو بأحد كبار الشّعراء، وإما مرورنا بحدثٍ معيّن دفعنا للتعبير عن أنفسنا من خلال الكتابة. من أو ماذا ألهمَكَ للكتابة؟
الدافع الأكبر للكتابة هو التعبير عمّا نعانيه من قصف وظلم اسرائيلي خاصةً أنّنا من قرى مواجهة، حيث كنتُ أعتبر أن الحرف هو صرختي العالية في وجه هذا الطغيان، فمعظم القصائد كانت وطنيّة ووجدانيّة.. أجل القهر صنع منّا شعراء.

3_ حضرتكَ عاشق للطبيعة بكل معنى الكلمة. ما السبب؟ أخبرنا أكثر عن ذلك.
أنا من بلدة حومين الفوقا قضاء النبطية، وتلك منطقة ساحرة حيث الشجر والضباب والنهر والورد والقندول ..إنّها لوحة تشكيليّة وأنا وقعتُ في غرامها منذ الصغر حيث كنتُ أقضي معظم وقتي في الطبيعة، أقفز على الصخور، أشمّ الورد، أعرّبش على الشجر ..ذاكرتي مليئة بالشّمس من تلك الأيام وبرائحة الزعتر.

4_ ” خرسا بتطلع صرختي… بلكي الصدا مخنوق… تجمّهر حزن ع كلمتي… وقفو بمدخل دمعتي… يشوفو الفرح مشنوق.”
هذا الشّعر المحكي للشّاعر محمد علوش.
أ_ كم كان للوجع نصيب في حياة محمد علوش؟
عندما يعيش الإنسان بخطر دائم ..وحين يتذكّر كيف كان ينتظر الموت هو وأخوته بين دقيقة وأخرى فإن ذلك سيؤثّر في شخصيته دون أدنى شك، لقد كانت طفولة صعبة فنحن عشنا في ترحال دائم ..لقد نقّلنا أكثر من سبعة بيوت على الأقل بحثاً عن الأمن وعندما تحرّر الجنوب كان عرساً كبيراً لنا ولكن البلد استمر بحرقنا اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً..هذه بلاد لا تعرف أن تعيش إلا على سفح بركان وصفيح ساخن! أو بالأحرى إنّها ليست بلاد إنّها مأساة وعمر ضائع.

ب_ هل أنتَ من مؤيدين مقولة : “الأحزان تخلقُ الشِّعر أكثر من الأفراح”؟
طبعاً الشِّعر هو إبن الوجدان، والحزن فطرة الإنسان الأولى حيث يولد باكياً وطبعاً لأن الحزن صادق أكثر من الفرح لأن الأخير يصاحبه القلق والخوف من ضياعه بينما يأتي الحزن صافياً.

5_ ” وقف العمر هونيك… من عمر الولدني… وطلّيت على شبابيك… أحلى دني… بس السنة… شو بني؟ زعلان عالشمعة… كيف بينقص من عمرها دمعة… كرمال إكبر سنة”
بعد عشرة أيّام تقريباً، سيطفئ شاعرُنا شمعة عيد ميلاده. ما الذي يتمناه محمد علوش ويسعى لتحقيقه في السنوات القادمة؟
أتمنى أن يمرّ هذا الوقت الصعب وأن تعمَّ الراحة والبحبوحة على الجميع، أتمنى أن لا أشعر بالعجز حين يُطلب مني المساعدة، أتمنى أن ينتهي الفساد في لبنان لكي يبقى أبناؤه فيه لأنّنا نستحقّه ونحن جديرون بالحياة والفرح.

6_ نلاحظ أنّ الجيل الجديد مهتمّ بالقراءة وهناك موجة كُتّاب جدد. كيف نقوِّم مسارَهم ونساعدهم لتتطوّر كتاباتهم أكثر وأكثر؟
أجل هناك موجة كُتّاب جدد ونحن نشدّ على أيديهم ونشجِّعهم على التطوّر أكثر وأكثر. ويجب على الدولة أن يكون عندها برامج معيّنة لتشجيع الشباب على الكتابة وأيضاً هناك دور للجمعيّات الأدبية والثقافية في تطوير وبلورة المواهب.

7_ حضرتكَ مثَّلتَ لبنان في المهرجان الدوليّ للشِّعر في تونس والذي نظّمتْهُ جمعيّة علي بن غذاهم للشعر العربي بحضور مشاركين من 24 دولة عربية وأجنبية.
برأيكَ ما أهميّة هذه المهرجانات؟ وهل بهذه الطريقة يكون الشِّعر صلة وصل وترابط بين دول العالم العربي؟
المشاركات الخارجية تُغني كثيراً حيث تجتمع المواهب والثقافات والإتجاهات والألوان الأدبية في مكانٍ واحد، وأيضاً تُغني على المستوى الإنسانيّ والإجتماعيّ بالتعرُّف على الآخر وكسب صداقات جديدة.
في تلك المشاركة كان هناك مشاركات من فرنسا وألمانيا وإسبانيا ومن شرق أوروبا ومن دول عربيّة مختلفة اطّلعنا من خلالها على النصوص المختلفة وكانت تجربةً جميلة وغنيّة.

8_ دائماً ما نجدُ ورد، شجر، حبّ، بحر، وقمر في أشعار محمد علوش. وهذا ما يجعل شِعركَ ملوّن بريشة الرومانسيّة. سأطلب من حضرتكم أن تعرِّفوا لنا الحبّ من وجهة نظركم وبطريقتكم الخاصّة (نص، شعر محكي).
الحبّ هو أن تُعطي
أن لا تكون مُكبّلا بأداة الشرط
هو أن تسير على النص دون أن تصطدم بفواصل الندّية
أن تملأ صوتك بالورد كي لا يعطل الخريف رئتيك
الحبّ هو أن لا تفقد الأمل
لأن الحلول أحياناً تكمن فيما لا نراه
الحبّ هو أن تمنحَها كل الشمس
وأن لا تساومها على الضوء
هو أن لا تنتظر شيئاً بالمقابل
لأن المعاملة بالمثل ليست من الحبّ

موقع بكرا أحلى

شاهد أيضاً

الشاعرة آمنة حزمون

“خيط من عباءة المتنبي” للشاعرة الجزائرية د. آمنة حزمون

قصيدة للشاعرة د. آمنة حزمون لبست حزنًا غريبا ليس يشبهني فهل سأخرج يوما من عباءته؟ …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *