ملتقى الألوان الفني ملتقى الألوان الفني
كتاب رئيس منتدى حبر أبيض الشاعر مردوك الشامي
بحضور حشد من الشعراء وذواقة الشعر أقيمت في ملتقى حبر أبيض أمسية جمعت الشاعرات : فاطمة رجب، رنا حاج شحادة، ملاك درويش، هبة علاء الدين.
4 تجارب مختلفة في الأسلوب والتوجهِ والبوح، جمعها منبرٌ يهدف إلى تقديم منصّته للصوت الحقيقي والموهوب والقادر على الاتساع في المدى والتطور.
في التقديم كانت لي هذه الكلمة :
“لماذا نكتبُ وثمة من يقولون لاجدوى من الكتابة؟
ولماذا نغرف مشاعرنا من محابر آلامنا، وليس هناك من يبلسمُ الجراحَ ويعيرنا ضمادةً للنزيف.
ولماذا نقذفُ بأوجاعنا العميقةِ وأحساسينا إلى الورق، والورقُ في نهاية المطافِ مآله الغبارُ أو الحريق.
ولماذا نسعى لأن يقرأنا الآخرون، والآخرون هم الجحيم بحسب مقولة سارتر !
أليس من المعقول أننا في الكتابة نخرج جحيمنا الخاص لنشارك الآخرينَ شظايانا المحترقة؟
أليس من المعقول أننا نفعل كلّ ذلك لنهرب من وحدتنا، من وحشتنا التي نغرق فيها رغم ازدحام الكوكب بالضجيج والأشباح.
أنا على سبيل المثال أقترف الكتابة من قرابة النصف قرن، ولا أزال حتى اللحظةِ أشعر بالغربة عن كل شيء، أشعر بلا جدوى كل شيء، إلا أنني في الوقت ذاته أحسُّ أنني في وحدتي كثيرٌ كثير، وفي عزلتي حشدٌ من مجرات آمنة.
وأنتَ وأنت وكلكم ، تكتبون كي لا يقال إنّ مروركم كان عابراً ووجودكم كان عبثياً في أزمنة التيه والأقفال الصدئة.
وشاعراتُ الليلة كلُّ واحدة منهنَّ تكتبُ ذاتها، لتعلن لمجتمع العصافير هويتها، وأنها تخفي مرغمة الجناحين.
والرائع في الكتابة أن لا يشبه أحدنا الآخر ، لا في الوجع، ولا في البوح، وأن يكون له صداه الخاص جداً في الهمس والصراخ على حدّ سواء.
بعضنا يصرخ على إيقاعات الخليل، وبعضنا الآخر يصرخ من خارج الإيقاع، لكن الأجمل أننا جميعاً نمارس الصراخَ ولو من منصات الحبر لكي نثبتَ لعالم السواد أننا نخفي في صدورنا قلوباً بيضاء بيضاء بيضاء.
لن أطيل عليكم مقدمتي، سأقول باختصار شاعرات الليلة مختلفاتٌ في الهوية والنص والايقاع، لكنهن جميعاً يقترفن فعل الكتابة لكي يكون العالم مكاناً جديراً بالإلفة والسماع.
واختيارنا لشاعرتين تكتبان الموزون وشاعرتين تكتبان النص النثري متعمّدٌ جداً لكي نقول إنّ الشعر ليس خارج كلِّ التقسيمات..
أهلُ السياسة والليل والتفرقة، قسموا كلّ شيء: الأوطانَ والشعوب والأديانَ والعائلة الواحدة، لهذا نحن نرفع الصوت ضد أي نوع من التقسيم في أي شيء، ولهذا لن نقسم الشعر ونتمنى على الشعراء أن لايقعوا في فخ التقسيم والاتباع.
سنصغي بكل حيادٍ ، بكل شغف، ونقرأ في السطور وماوراءها كيف أن للكلمة الدور في جمعنا، وبعثنا من الاندثار والسكوت.
شاعرات الليلة كما قلت في بطاقة الدعوة أصواتهن قادمة من العطر والريح ،ولكل منهن تميزها، وصوتها الخاص وسيكون لها في قلوبكم الصدى الذي تستحق.
ونحن في حبر أبيض لسنا مجردَ منصة للحكي المجاني، رسالتنا أن نكون الحديقة والجسر..وأظننا على ذلك قادرين.
شاعرات الليلة بحسب الوقوف على المنبر وبحسب التسلسل الأبجدي : رنا حاج شحادة، فاطمة رجب، ملاك درويش هبة علاء الدين.
وأظنني بكل الكلمات التي قلتها كنتُ أقدمهن بكل محبة واعتزاز”.
قرأتِ الشاعرات الكثير من الجمال والنبض، وحملتنا أفكارهنّ وصورهن على جناحي الهمس والصراخ إلى فضاءات متسعةٍ بالألق والوعد.
انتهى الوقت المخصص للأمسية، وبدأت بعدها أمسية شارك فيها معظم الحاضرين بقصائد وآراء فيها الحب والوطن والموقف.
