الرئيسية / تغطيات إعلامية / نسائم العودة”… عندما يقاوم الفنّ جبروت الاحتلال ويبشر بالرجوع

نسائم العودة”… عندما يقاوم الفنّ جبروت الاحتلال ويبشر بالرجوع

نقلته “الميادين” على الهواء مباشرةً فكان جسر تواصل يحطّم الجدران العازلة بين لبنان وفلسطين
“نسائم العودة”… عندما يقاوم الفنّ جبروت الاحتلال ويبشر بالرجوع القريب إلى الديار
أيار 22, 2015 ثقافة وفنون

لمى نوّام

يعود أيار، وفي الخامس عشر منه حاملاً في طيّاته صوراً لعدوّ سلب الأرض واعتدى على الشعب، وأخذ من هذا الشعب حقّه وزيتونه وحياته، إلا الكرامة، لم يستطع أن يجد إليها سبيلاً.

يعود أيار، وفي الخامس والعشرين منه، صوَر ليوم تاريخيّ، دحرت فيه المقاومة هذا العدوّ الغاشم من الجنوب اللبناني، الذي لطالما ارتوت أرضه بدماء المقاومين الأبطال.

وما بين الخامس عشر والخامس والعشرين من أيار، كان معرض «نسائم العودة»، الذي افتتح مساء الأربعاء الماضي، ليمدّ جسر تواصل بين ضاحية بيروت الجنوبية وغزّة الأبيّة.

خمسون فناناً لبنانياً وفلسطينياً اجتمعوا ضمن معرض موحّد، أقامه «ملتقى الألوان الفنّي في لبنان»، في المركز الثقافي التابع لبلدية برج البراجنة. وفي غزّة، نظّمه «مركز رواسي فلسطين للثقافة والفنون»، بحضور شخصيات سياسية وإعلامية وفنية في المعرضين.

«نسائم العودة»، يعتبر الأول من نوعه بين المعارض التي أقيمت لدعم القضية الفلسطينية، لأنه جمع بين بلدين في الوقت نفسه، كما تولّت قناة «الميادين» البث المباشر لنقل فعاليات المعرض في الضاحية وغزّة.

الحضور في بلدية برج البراجنة أثنى على المعرض من حيث اللوحات التي عُرضت، ومن حيث الفكرة وتوحيد الجهود. وبعد الاستماع للنشيدين اللبناني والفلسطينيّ، كانت كلمة رئيس بلدية برج البراجنة زهير جلول الذي عبّر عن سعادته في احتواء هذا المعرض، وأكّد دعم البلدية الفنّ والقضايا الوطنية.

كما أكد النائب الدكتور علي المقداد عن وحدة المصير التي تجمع الشعبين الفلسطيني واللبناني، وعلى الحرص الدائم من أجل توحيد الصفوف في مواجهة العدوّ الغاشم.

من ناحيته، أكد رئيس الملتقى  الشاعر محمد علوش، على أهمية المعرض وفكرته التي جاءت من حيث التوقيت والمكان، وعلى رغم كل الصعوبات التي تمر بها أمتنا، ليختم حديثه بقصيدة باللهجة الفلسطينية المحكية.

كما أدّت فرقة «النصر» نشيداً أُعدّ خصيصاً للمناسبة، وعزف على الكمان الفنانان خضر رجب وعبد اللطيف عبد الله، فيما ألقيت قصائد شعرية من قبل الشاعرين حسن حجازي وعلي طالب.

وفي ختام حفل الافتتاح، وُزّعت الدروع التكريمية والشهادات التقديرية على الفنانين المشاركين في المعرض.

شارك في افتتاح المعرض في غزّة، وكيل وزارة الثقافة مصطفى الصوّاف، وعدد من الفنانين والكتّاب والمثقفين إضافة إلى جمهور من المواطنين، معبّرين عن فرحتهم وسعادتهم من مشاهدة لوحات فنية لفنانين فلسطينيين ولبنانيين، صوّرت مدى الترابط والتلاحم بين الشعبين، وتأكيداً على مكانة القضية الفلسطينية لدى اللبنانيين.

قال مدير عام «مركز رواسي فلسطين» فايز الحسني إنّ هذا المعرض المشترك بين غزة ولبنان يأتي في الذكرى الـ67 للنكبة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، لنؤكد للعالم أن هذا الشعب متمسك بحق العودة إلى ديارهم الفلسطينية.

وأوضح أن لبنان شارك الشعب الفلسطيني آلامه وآماله، مقدّماً الشكر لكلّ القائمين على «ملتقى ألوان الفني» في العاصمة اللبنانية، وإلى الفنانين الذين أبدعوا في لوحاتهم الفنية. موجّهاً رسالة إلى العالم العربي بضرورة التكاتف والاتحاد ونبذ كل أشكال التفرقة والنزاع، ومؤكداً أنّ الصراع الدائر في المنطقة يخدم الاستعمار والمحتل الصهيوني، ومؤكداً على ضرورة إعادة البوصلة نحو فلسطين.

وأشار الحسني في كلمتة إلى أنّ للفن التشكيليّ والشعر دوراً في مقاومة المحتل، لما تحمله اللوحة التشكيلة من معانٍ ورسائل تعبّر عن واقع الشعب الفلسطيني.

من ناحيته، قال الصواف إن الشعب الفلسطيني لن يبقى يحْيي هذه الذكرى إلى الأبد، وسيأتي اليوم الذي نحْيي فيه يوم العودة إلى فلسطين. مؤكداً أن المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية عن استمرار النكبة، كونه يوفر الغطاء والحماية للعدوّ الصهيوني.

ودعا الصواف في كلمتة إلى تعزيز ثقافة الانتماء إلى القضية الفلسطينية وإلى توحيد الصف الفلسطيني لمقاومة العدوّ، من أجل تحقيق حلم العودة.

وتخلل الاحتفال فقرة من الشعر ألقاها الشاعر جواد الهشيم، والتي تحدث فيها عن النكبة ومعاناة الشعب الفلسطيني، وعن مدى ارتباط الشعب الفلسطيني بلبنان الشقيق. وقدّمت «فرقة رواسي فلسطين» أوبريت فنية بأربع لغات، عنوانها «عائدون»، وفقرة فولكلور شعبي من خلال دبكة شعبية تعبّر عن التمسّك بالأرض والتراث.

بيروت

وفي بيروت، حضر افتتاح المعرض عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي المقداد، ورئيس بلدية برج البراجنة زهير جلول، والمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية ماهر مشيعل، والإعلامية سلمى الحاج ممثّلة قتاة الميادين. كما قدّمت حفل الافتتاح الإعلامية حوراء ياسين.

كركي

وصرّحت الإعلامية آلاء كركي ـ المسؤولة الإعلامية في «ملتقى ألوان الفني» و«معرض نسائم العودة» لـ«البناء» قائلة: «ميزة المعرض الأساسية تمثلت في بناء جسر تواصل بين الضاحية وغزة، ولا يمكن لهذا الجسر أن يُبنى لولا الإعلام الذي استطاع عبر شاشة قناة الميادين، أن يصوغ صلة وصل بين المعرضين، لتوحيد المشهد في غزة والضاحية. وأنا من موقع مسؤوليتي، كان تركيزي الأكبر على استقطاب وسائل الإعلام، والعمل على إيصال فكرة جوهرية في ظل كل ما تمرّ به البلاد العربية من حروب وتخاذل وصمت إزاء الظلم وكلّ محاولات العدو في تغيير البوصلة عن فلسطين، وكان العمل لإعادة تصويب وجهة هذه البوصلة، لإبقاء فلسطين قبلة المقاومة والقضية الأساس».

علوش

رئيس الملتقى الشاعر محمد علوش قال: «ولدت فكرة المعرض بالتواصل من مركز رواسي فلسطين للثقافة، مع الفنان أحمد عبد الله وهو المسؤول التنفيذي للمعرض، تواصلنا معه و طُرحت فكرة التعاون المشترك. وتطوّرت الفكرة إلى أن اقتُرح نقل النشاط عبر سكايب، كتواصل بين لبنان وغزّة، لكن ضعف الإنترنت في غزّة ولبنان، كاد أن يعيق الاتصال، فلجأنا إلى حلّ آخر، إيجاد وسيلة إعلامية تنقل الحدث مباشرةً، ووقع الاختيار على قناة الميادين لتغطية الحدث، لأن الميادين سبق وغطّت فعاليات كهذه، ولأنها قناة تهتمّ بالشأن الفلسطيني. وكان لقاء مع القائمين على المحطة، وطرحنا عليهم الفكرة فنالت استحساناً وتشجيعاً من قبلهم، وأعطونا مساحة ساعة كاملة مباشرةً على الهواء، باعتبار أنّه مشروع مميّز وجديد من نوعه».

ويضيف: «وقع الاختيار على 25 فناناً من فلسطين، وعلى 25 فناناً من لبنان. وكلّ فنان رسم لوحة واحدة، وأرسلنا لوحاتنا بتقنيّة عالية على الانترنت كصورة هاي كواليتي، وهم في المقابل أرسلوا لنا لوحات االفنانين المشاركين من غزة، نحن قمنا بطباعة لوحاتهم وهم قاموا بطباعة لوحاتنا، وإذ باللوحات الخمسين تعرض مرّتين في آن واحد، في لبنان وفي فلسطين».

وقال: «في غزّة، كان برنامج معرضهم مثل برنامج معرضنا في لبنان: أناشيد وطنية فلسطينية قديمة، قصائد شعرية، ولوحات رقص فولكلوري من فلسطيني، وإلقاء كلمات من قبل منظّمي المعرض، وكلمة راعي الاحتفال. والكلمات لم تكن سياسية باتفاق مشترك، كي لا يخرج المعرض عن إطاره الفنّي، ولإبراز أهمية جسر التواصل بين لبنان وغزّة،. وافتتحنا المعرض سوياً في التوقيت نفسه الساعة 5:30، وجرى هذا النوع من التواصل على الهواء مباشرةً الذي ظهر من خلاله أن المعرض واحد لا معرضين».

وختم علوش: «كانت قناة الميادين متعاونة جداً إلى أقصى الحدود. وكان هناك تنسيق واسع بيننا وبينهم، والفكرة نالت إعجابهم. القيمون على القناة في لبنان وغزّة بذلوا مجهوداً جبّاراً في سبيل إنجاح هذا الحدث الضخم».

عباس

وقالت الفنانة التشكيلية أحلام عباس: «مثل حلم العودة كان هذا المعرض. ونشكر ملتقى ألوان الفني بإدارة الشاعر والفنان محمد علوش، كما نشكر الفنان أحمد عبد الله وكلّ القيّمين على المعرض، لأنّهم حقّقوا لنا هذا الحلم الذي يجمع الفنانين التشكيلييّن الفلسطينيين واللبنانييّن مع الشعراء والمنشدين. تخطّينا السياج، إذ لا سياج يقف أمام أي ّ مقاوم. ان كان مقاوماً باللّون أو مقاوماً بالكلمة، مثل المقاوم بالفعل يقترب بخطوات بطيئة حاملاً بيده مفتاح العودة لنعود جميعاً ونرقص دبكة فرح في عرس كبير في ساحات فلسطين».

وأضافت: «شاركت بلوحة أروي فيها حلم العودة. قلت فيها إنّ لون عيون العائد مثل لون الزيتون، أمامه مرآة ينظر من خلالها إلى سياج مقطّع، وجندي محتل مثكول بثياب رثّة. ويقول حلمي أبيض مثل غصن زيتون، وصوت اللون وصوت الشعر وصوت هذه الجَمعة الرائعة بين هذه المواهب من الفنانين التشكيليين والشعراء من غزة ولبنان… راجعلك يا فلسطين».

خريس

وقال الفنان التشكيلي ومنسّق الحدث محمد خريس: «النشاط الذي قمنا به حالة فريدة من نوعها وجديدة. وكان يجب أن ينظّم قبل هذا التاريخ. هذا العمل ليس حدثاً عابراً. هو جسر ملوّن يربط بيروت بغزّة في هذا الزمن. هذا الزمن الذي يشهد محاولة عشاق الجاهلية والظلامية أن يحاربوا الفنون والانسانية. نحن حاولنا أن نردّ رداً بسيطاً ومتواضعاً من خلال الفنانين الذين أرادوا أن تكون لوحاتهم التفاتة كريمة إلى فلسطين، مفادها أن النكسة والنكبة والهزيمة وكل ما يرتبط بها من انهزام، لا يعني لنا شيئاً ما يعنينا هو النصر الذي نحتفل بذكراه في هذه الأيام. وهذه الثقافة الجديدة التي يجب أن نبني عليها الأجيال الجديدة، هي ثقافة الفن والحياة والنصر والحرية. وهذا الحدث هو بداية رحلة الألف ميل، وهناك مشاريع أهمّ وأضخم».

زين الدين

وقال الفنان التشكيلي علي زين الدين: «في لوحاتي التي شاركت بها في المعرض، شبّهت الشعب الفلسطيني بالطفل الملاك الطائر في السماء، ويحمل خريطة فلسطين في يده. والطفل نفسه صعد إلى السماء وعاد إلى فلسطين على شكل طائر سنونو. لأنّ طائر السنونو هو الوحيد الذي يهاجر ويعود إلى مكانه. وحضن القدس الأرض التي هاجر منها وعاد إليها».

ياسين

وقالت الإعلامية حوراء ياسين: «مهرجان نسائم العودة عبارة عن معرض دولي ينقل الضاحية إلى غزّة، وأيضاً ينقل غزّة إلى الضاحية بعمل فنّي، وبتوقيت واحد، في نقل مباشر على الهواء من خلال قناة الميادين التي كانت من رعاة هذا الحفل. تمّ اختيار هذا توقيت المعرض، وتسميته بنسائم العودة، لأنه بعد نكبة فلسطين عام 1948، لاحت نسائم العودة من خلال الانتصارات التي حقّقتها المقاومة في لبنان والتي استطاعت أن تحرّر الأرض وتدحر العدو الإسرائيلي. من هنا يظهر الأمل بأن ندحر العدو، وندحض مقولة أنّ العين لا تقاوم المخرز. نحن قادرون أن نقاوم هذا العدو وندحره».

وختمت ياسين: «وجدنا أن هناك إقبالاً من الفنانين الذين رسموا اللوحات، وإقبالاً من الحضور الذي حضر الافتتاح. إنّه حضور لافت على الصعيدين الفني والسياسي».

عبد الله

وقال الفنان أحمد عبد الله، وهو المنسّق التنفيذي للمعرض والحدث: «كلّ فنان شارك بلوحة. كان هناك خمسون فناناً، نصفهم من غزة والنصف الآخر من لبنان. هدفنا من هذا المعرض كسر الحدود مع فلسطين، وأن نقول إن الشعب الفلسطيني الموجود في لبنان لم ينس أرضه ولم يتركها، وهو يفكر دائماً في العودة إليها. غالبية اللوحات ركّزت على رمز المفتاح، هذا المفتاح هو مفتاح العودة الذي سيفتح به الفلسطينيون بيوتهم التي اغتُصبت وانتُهكت من دون حقّ».

وأضاف عبد الله: «لوحاتي عبارة عن روزنامة تروي قصّة رجل عجوز، وراءه دائماً نرى الروزنامة التي تؤرّخ لفترة احتلال فلسطين من 1948 إلى 2015. اسم لوحتي: ما زال المفتاح في يدي. العجوز يضع يده على وجهه وهو يفكّر بالعودة إلى فلسطين، لأنه لم ينس أرضه وبيته بعد كل هذه السنين، ولا بدّ أن يأتي اليوم الذي يشهد عودته إلى أرضه».

IMG_0001 IMG_0004 IMG_0008 IMG_0042 IMG_0078 IMG_0084 IMG_0085 IMG_0280 IMG_0332 IMG_0425 IMG_0439 IMG_9965

شاهد أيضاً

WhatsApp Image 2022-08-02 at 10.05.10 PM

المفكرة الثقافية : خبر باللغة الإنكليزية عن انطلاقة ملتقى لبنان الدولي الأول

THE LAUNCH OF THE ACTIVITIES OF THE FIRST INTERNATIONAL FORUM OF LEBANON OF MOLTAKA AL …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *