الرئيسية / مجموعة “أمل الشعر” تستضيف الزوجين الشاعرين حسن رعد ونور حيدر

مجموعة “أمل الشعر” تستضيف الزوجين الشاعرين حسن رعد ونور حيدر

12274453_995937337130055_8969448146557202427_n  12278916_995939337129855_5002273132090335109_n 12301769_995937587130030_2781044457858328666_n 12310545_995937817130007_3552772039454881805_n 12313992_995940027129786_9132660348214585319_n 12314140_995939260463196_1401057995847633119_n

زوجان شاعران حياتهما عبارة عن قصيدة تنمو في سخاء حبرهما الماطر وتحت غيمة الإبداع كل طقوس الوجد والخيال انهما الشاعر حسن رعد والشاعرة نور حيدر .

في مجموعة “أمل الشعر” الأدبية والتي تجمع نخبة من شعراء العالم العربي دار الإعلامي والشاعر محمد علوش الحوار مع الشاعرين وكان موسم الكلام التالي :

– من هو الشاعر حسن رعد ومن هي الشاعرة نور حيدر ؟

حسن :  في البداية السلام والتحية عليك أخي محمد وعلى جميع الشعراء والشاعرات المتواجدين هنا

أما بالنسبة للسؤال المطروح وإن كان سؤالا بسيطا في الظاهر فإن الجواب ليس سهلا في الحقيقة ،ولكني أقول:”حسن رعد إنسانٌ مَنَّ الله عليه بنعمة الوجودِ من العدم، وأنعمَ عليهِ بموهبة الشّعر، وجعلَ له من نفسِهِ زوجًا شاعرةً أيضاً، وزيّنَ له حياته بطفلِهِ “عبّاس” فالحمد لله ونعم ما نقول “ولَسوفَ يعطيكَ ربُّكَ فترضى”

–  احسنت ..واهلا وسهلا استاذة نور بانتظار جوابك

نور: لطالما أحببت أن أعرف نفسي باسمي فقط فأقول بأني نور حيدر دون أيّ زيادة، وذلك ليقيني وايماني بالله الذي يوفّقني بطموحي لمستقبل مكتنز بالنجاحات، راجية أن يحمل هذا الاسم بحروفه المتواضعة بصمةً فريدة ومتفرّدة في عالم الشعر ويدخل الكثير من القلوب ويدهش -بالشعر- الكثير الكثير من محبيه، شعراء وقرّاء…..

– ماذا تقرأن في كتاب الحياة ؟

حسن :” القراءة في أي كتاب كان لا بدّ ان تكون واعية وهادفة ،أما كتابُ الحياةِ برأيي ليس للقراءة فقط بل هو للتجربةِ والمجاهدةِ،

وما السطورَ التي قرأتُها إلى الآنِ سوى خربشاتٍ لم تتضح معالمُها كثيرًا،فالحياةُ بحرٌ متلاطمٌ موجُهُ، مالحٌ ماؤُهُ، ولكنّ الأمل هو العنوانُ الاكبر الذي يتراءى لي كلّما نظرتُ إلى كتاب الحياةِ.

ولعلّ أفضلَ سطرٍ كتبناهُ فيه هو طفلنا عبّاس الذي هو عندي أفضل قصيدة أقرؤها يوميّاً

نور:” ما يشفع دائما لهذه الحياة هو وجود ذلك الشيء الذي يدعى الأمل، أما الأمل -بالنسبة لي- فهو صبر وانتظار ودعوة تشق أبواب الصباح ولا ترجو سوى اقتراب الفرج وظهور الحجة” .

–  ما هو الشيء الذي يتربع على احلامكما؟

حسن:  الأحلام هي ما تجعل الحياة أجمل وخصوصا اذا كانت أحلامًا مشروعةً… لذا أرى أنّ أحلامي هي بحدّ ذاتها ما تتربّع على أحلامي… ولعلّي حقّقت بعضها وللمستقبل في جعبتي الكثير منها

نور :  وضعت كل أحلامي جانبا وجددتها حين رزقني الله بعبّاس أجمل ما في دنياي…

فصرت ان سئلت عن أحلامي لا أرى سوى وجه بريء وعينين حالمتين فقلت:

من قبل أن يأتي إليَّ أراه

وأرى بدهشته اتساع مداه

وأرى اذا ابتسم السماء قصيدة

خُطّت قوافيها على يمناه

أدري حبيبي قادم وبكفه

غيث انتظاري والتماع رؤاه

يأتي ليسبح في فضاء قصيدتي

طفلا وتحبو فوقها عيناه

يأتي لأدرك أن عمري صفحة

والعمر لا يحلو بغير هواه

(عبَّاس) روحي وانسكاب ملامحي

والوحي لو ناديته ألقاه

سأراه يكبر والدروب تفرقت

لا درب إلا ما أراد الله

سأراه والعشق العتيق بقلبه

عبِقٌ بمن ربّ العلى سمّاه

يأتي لأخبره بآل محمّدٍ

وبمن تلاقت والظما شفتاه

فيقول أمي هل نُذرت لأجلهم

وهل الهوى في غيرهم أمَّاه

عمري رهين الانتظار وخافقي

من نور مهدي الزمان ضياه

عمري لعبّاس الحسين وجرحه

فعساه يرضى أن أكون فداه

وعساه يقبل أن أظل مولّهاً

وتظلّ تأمر بالهوى كفّاهُ

– من هو الشاعر بنظركما ؟

حسن : الشاعرُ برأيي هو الشاعرُ ولا يكون سواهُ وغيرهُ لا تصحُّ عليه هذه التسميّة إطلاقاً…

والشّعرُ يرتبطُ بالضرورةِ بالفطرة فالموهبة فالتمرّس فالخبرة فالارتقاء فالتألق فالتميّز فالإبداع فالشاعريّة الفذّة فالنبوغ الشعريّ…

وهذا تعريفي الدائم تقريبا للشاعر كلّما سُئلتُ عنه…

نور : عندي أبيات أصف فيها الشاعر لعلها تكفي للإجابة هنا

يُرخي بصيرته فيلقى أنجمه

ورؤاه غامضةُ المعالم مُبهمه

يلهو بظلّ العابرين كأنّه

طيفٌ تراءى الضوء فيه فأعدمه

يجثو وأسراب الخيال تطوفه

ويطوف فيها قاصدا أن ترسمه

هو شاعر ضمّ الملامح وارتقى

وجهاً يغرّبه القصيد ليُلهمه

وجهاً تشبّع بالمعاني مترفاً

كلّ المعاني بالحقيقة مُعدمه

وجهاً يلوذ بألف سرٍّ موقدٍ

وبوهج قافيةٍ تُحيل تعلّمه

وتقول عتّقنا لنصبح فكرةً

عبثت بأوراق المدى متحلّمه

بحثت عن المعنى بقلبٍ عاثرٍ

فأضاعها المعنى وزاد تكتّمه

يا شاعري، إن المرايا بدعةٌ

صمّاءُ تسلبُنا الوجود لنسأمه

ويعيدنا بوحُ القصيدة للهوى

ليظلّ حرفك في مدانا بلسمه

– ارتباط شاعر بشاعرة كيف هي التجربة ؟ ما هي مساحتكما في الخيال ؟

حسن:” إذا عدنا للبدايات فأوّلُ حلقَةٍ في عقد ارتباطنا كانت من خلال الشعر حيث تعارُفُنا بُنِي على ذلك. وكانت القفزة من الشعرِ كفنٍّ وأدبٍ إلى الشعورِ كهبةٍ إلهيّة وضعها فينا ونمت علاقتنا على هذين الخطين فتارة كان يحضرُ الشعرُ ليكونَ رفيقنا وأطواراً كان يتركنا نسبحُ في بحرِ عالمنا الإنسانيّ العاطفيّ الخاص

أمّا مساحتُنا من الخيال فهي مساحتانِ بتوصيفٍ أدقّ إذ لا يدخلُ عالمي الشعري بعالم نور الشعريّ. فلكلٍّ منّا عالمُهُ وقليلاً ما نتحدث في الشّعر – وهذا قد يستغربُهُ الكثيرون لربّما- ولكن لعلّ هذا سرّ نجاحِ كلٍّ منّا في بناء شخصيته الشعرية وحضوره الشعري الخاصّ به وهذا أمر يسرّني في الحقيقة.

نور:” أضيف لما قاله حسن لأقول بأني كنت دائما وما زلت أستمد ثقتي بنفسي منه فمجرد وجوده بقربي يبثّ فيّ الثّقة والقوّة، ويدعمني لأقدم الأفضل”.

– كيف تنظران لابنكما كونه ابنا لشاعرين والى اي مدى ترغبان ان يصبح شاعرا ؟

حسن: عبّاس ابننا نمت ذائقتُه الشعريّة في عالم الأجنّة على صوتِ الشعر وفي الحقيقةِ ليس على صوتي أو صوتِ أمّه كشاعرين بل على صوت الشاعر الفذّ الصديق حازم التميميّ إذ لطالما تناهى إليه وهو في رحمِ أمّهِ وهو يصدحُ بقصائده الولائيّة من منابر عُمان والتي كنّا نستمع إليها عبر تسجيلات اليوتيوب…

وآملُ إذا قُدِّرَ له أن يتمتع بموهبة الشعر أنْ ينطلقَ من عالمِه الخاص إلى عالمِهِ الخاصّ.

نور: أضيف الى ما قاله حسن أني أجد عباس الان منصتا جيدا للشعر -الشعر لا النّظم- وهذا يبشّر بذائقة جيدة، أما بالنسبة لرغبتي بأن يكون شاعرا أم لا فلم أفكر بهذا صراحة لأني أريد له ما يريده لنفسه وما يختاره لها بملء إرادته.

– السؤال الاخير : ما مدى قناعتكما بم قدمتماه من شعر وقصائد حتى الان ؟

وهل ما زلنا بحاجة الى الشعر ؟

حسن: بصراحة ما زلتُ أتحسّسُ كثيراً من لقب شاعر لأنّني أعتبر بصدقٍ أنّ من يستحقّ هذا اللقبَ عليهِ أن يتمتّع بالكثير من المسؤوليّة والأمانة وأن يكون على قدر هذا اللقب وانا نفسي لا زلتُ أشعرُ كلّ يومٍ وكأنّني في بداياتي الشعريّة.

وكم كنتُ آملُ أنْ يبقى لقبُ شاعرٍ لمستحقّيه في زمننا هذا، زمنٍ كثُرَ فيه الملقّبونَ به وقلّ مستحقّوه…

أما الشق الثاني من السؤال هل لي أنْ أعكسَ السؤال؟ فنقول: “هل ما زالَ الشعرُ بحاجةٍ إلينا؟”

بظنّي أنّ الشعرَ كائنٌ مخلوقٌ ليستمرّ بالوجودِ ما شاء الله، ونحن علينا أنْ نسعى لإرضائِهِ والتودّدِ إليه كيلا يجفوَنا ويحلّقَ بعيدًا عنّا…

ولكنْ إنْ أردتَ جوابًا علي صيغة سؤالك يا صديقي العزيز فسأقولُ نعم، بكلّ تأكيد نحن بحاجة إلى الشعرِ وإلى الشعراء كحاجتنا إلى الشمس وإلى الماء والهواء…

نور: أرى بأن الوصول الى الكمال بالرضى عن النفس هو بداية للتقصير لذا لم أجد نفسي كشاعرة بعد، ما زلت ابحث عني بين أوراقي وحروفي التي تخترق الخيال لتبدع ما يستحقّ أن نسمّيه شعراً..

أما بالنسبة لسؤالكم عن حاجتنا للشعر فأقول بأني كتبت -أول ما كتبت- بدافعٍ كان يجرّني -دون أن أتقصّد- نحو الكتابة دوما.. فالشعر كان وما زال ملاذي الأخير وسيّد اللّغة…

وكان سؤال من الشاعر عقيل لواتي وقال “ ممكن نقترب أكثر منكما كشاعرين من خلال سرد نجاحاتكما وفوزكما في المسابقات الشعرية؟

حسن : نجاحنا الأهم والدالّ علينا هو وجودنا في هذه المجموعة المميزة وضمن كوكبة من الشعراء المميزين بالفعل

أما الجوائز وما شابه فهي تدخل في سياق رحلة أي شاعر يخوض عالم الشعر

الشاعر محمد ابو عبد الله بدوره سأل ماذا تعني لكما الحداثة في الشعر تحديداً ؟

حسن : الحداثة في الشعر برأيي الخاص هي أن تحاكي العصر لغة وصورة شعرية بعيدا عن أية تشويهات للشعر ومفهومه

الشاعر علي النمر سأل: إلى أي مدى تلتقيان شعرا أم كل يمشي في تجربته والشعر شعلة تضاء في اتجاهات مختلفة؟

حسن : أشرتُ في سياق الحوار الى أنّ علاقتنا بالأساس انطلقت من الشعر ولكن كلّ منّا يسلك منهجه الشعريّ فإن تقاربَ المنهجان فيكون من تقارب روحينا وإن تباعدا فهذا عالم الشعر بدروبه المختلفة

الشاعر زكي السالم سأل : أستاذ حسن .. كيف تقيم التجربة اللبنانية شعراً وتألقا .. وهل أدى الأعلام دوره في إبراز هذه الطاقات؟

حسن: التجربة الشعرية اللبنانية بحكم احتكاكي بها إن كان من خلال برنامجي الاذاعي طيلة 4 سنوات او عبر اللقاءات والندوات فأراها تجربة تبشّر بالخير عن عدد لا بأس به من الشعراء وهناك جيل واعد بالفعل ولكن أخشى عليه من تضييع البوصلة أحيانا بحرفها عن الهدف النبيل للشعر وكذلك بالدخول في متاهات الحداثة على الطريقة اللبنانية

الشاعر عقيل لواتي سأل :ذكرت متابعتك لأماسي الشعر الحسينية في عمان عبر اليوتيوب ما مدى رضاك عنها وتقييمك لها؟

حسن : بكل صدق وأمانة أسعدُ كثيرا بها وهي ممّا نتابعه باستمرار خصوصا بمشاركة شعراء مبدعين في فعالياتها

وفي ختام الحوار كانت الامنية باستمرار هذه الأجواء العذبة في النقاش والشعر .

شاهد أيضاً

الأديبة زينب الضيقة

سرٌّ على صفحة ماء لا يعرفه أحد ..للأديبة زينب الضيقة

صرت على حين ظلام لا أخاف الاندساس تحت التراب، صرت قاتلة وأحبّ الموت والنهايات… الآن …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *