“سراج الحكي”، هو الديوان الثاني للشاعر الشاب محمد علوش بعد ديوانه “مواويل” الذي صدر عام 2011 بالمحكية.
في ديوانيه، يتميّز محمد علوش بشعره الحافل بالصور الرمزية الجديدة، والإيقاع الموسيقي الخلاب، بشكل يجعل من يعرفه يعلم سرّ إدارته لـ”ملتقى الألوان الفني” الإبداعي الذي ينشط في مجالات فنية وثقافية عديدة، خصوصاً على مستوى الفن التشكيلي، فمن يقرأ أو يسمع الشاعر علوش وهو يتلو أحد قصائده يتصور في مخيلته لوحة جميلة بديعة قوامها كلمات من الشعر المصفى بالمحكية.
في سلوكه ونهجه الشعري أو الثقافي أو الفني، تتكامل الصورة مع الشاعر المأخوذ بشجون وهموم الوطن وحريته، وسيادته الكاملة بشكل لا يقبل أي تأويل، وفلسفة البعض السقيمة المملة، فالوطن قويّ بشعبه الذي أنتج مقاومة حقّقت قوة بلده والانتصارات الأعظم في تاريخ الأمة، وبجيش يحمي ظهر المقاومين والوحدة الوطنية، وهو ما يترجمه من خلال “ملتقى الألوان” بنشاط فني وشعري يعبر عن هذا الواقع.
وهو أيضاً مأخوذ بتربية الذائقة لدى الشباب، من خلال فهم لغة الألوان الجميلة وصيغ الشعر الجميل الرائع والبديع الذين يكتبه شعراء شباب يعبّرون عن مشاكلهم وتطلعاتهم وأحلامهم وآمالهم بوطن يحضنهم بحبّ وسلام، ويضمن أن يكون لهم فيه مستقبل تحت شمس الأمل والحرية.
محمد علوش في ديوانه “سراج الحكي” ينتقل بنا في صور متنوعة بين الأمكنة والمطارح بشكل جميل،ويجعلنا نحبّ أكثر هذا النموذج من الشعر الشعبي الذي ارتبط بحياتنا وتراثنا وحاضرنا ومستقبلنا..
“كفي وقنديل السهرة
ووراق الشعر السمرا
صارو بعد طلوع الضو
شمس وبستان وشجرة”
هل لاحظتم معي تلك اللوحة التي رسمها محمد علوش ذات صباح
“غاب الضمير ونام
وغايب معو الإحساس
صرنا مثل ارقام
وما ضل فينا ناس
ضايع باب النور ل فينا
ومش عارف وين المتفاح
والأيام ل عم تأذينا
يمكن ما بدا ترتاح”
هو بهذا يعبر عن قلق الشباب لأن “عيون الطفل عم يدمعو
والبي ليرة ما معو
وكبار يما جوعو
ت انسرقت البمسي”
لا تنتهي القصة هنا عند الشاعر، فالطريق طويل وشاق، لكن ليس هناك من مستحيل.. فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل، والفسح والآمال عبر مدير ملتقى الألوان، الشاعر والزميل محمد علوش كثيرة، ولا بد للشباب من أن يلتقطوا بؤر الضوء العديدة ويوسعونها لتصير ملء الوطن حلا .