تحت عنوان “المسيح بين الرؤية والرؤيا ، وبرعاية البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، افتتحت جامعة سيدة اللويزة NDU كلية رامز شاغوري للعمارة والتصميم والفنون الجميلة في زوق مصبح، وبالتعاون مع “حركة الأرض اللبنانية”، معرضاً لرسوماتٍ فنّيّة ملوّنة للفنّانين مجد رمضان وعلاء بشير، تحمل معاني التلاقي بين الأديان السماوية، خصوصاً أنّها تعود لرسّامين غير مسيحيين حاولا من خلال لوحاتهما المميّزة، نقل الصورة التي يرون من خلالها شخص المسيح وورسالته .
وقد حضر المعرض ممثلون عن كل من: رئيس تكتل “التغيير ولاصلاح” وزير الخارجية جبران باسيل، رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، مدير عام الأمن العام عباس ابراهيم، ومديرر عام الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، إضافة الى نائب حزب “التواصل اللبناني” حليم المولى والسيدة لبنى جان عبيد ممثلة الوزير عبيد ووفد كبير من فناني ملتقى الألوان الفني .
بعد النشيد الوطني، ألقى نائب رئيس الجامعة الأستاذ سهيل مطر كلمة رحّب فيها بالحاضرين شارحاً أهميّة هذا المعرض ورمزيّته.
كلمة “حركة الأرض اللبنانية” ألقاها الأب ميشال عبّود، مشدّداً بدوره على حتميّة التعايش الاسلامي – المسيحي في لبنان، ، لأنّ العيش المشترك بين أبناء الوطن هو ثروة يجب التمسّك بها في سبيل بقاء هذا الوطن.
تلتها كلمة للدكتور علاء بشير شرح فيها ما حفّزه ويحفّزه دائماً على خوض غمار هذه التجربة الفريدة وإيصال رسالة المسيح الى كلّ باحث عن حقيقة وجوده.
وأخيراً، كانت كلمة لراعي الاحتفال ألقاها ممثّله المونسنيور قزّي، مشيداً بهذا العمل الرّاقي الذي يساهم في نقل الصورة الحقيقية للديانة المسيحية والمتمثّلة في المحبة والتسامح وقبول الآخر.
وخلال جولة الزوار والمشاركين في هذا الحدث، لفتت الفنانة مجد رمضان الى “أنّنا ارتأينا إقامة هذا المعرض في جامعة كبيرة مثل جامعة اللويزة، تأكيداً على الرّسالة المتوخّاة من خلال هذا المعرض وعراقة هذا العمل التاريخي، بعيداً عن مفهوم التجارة والربح المادي”، مؤكّدة “أنّني أرسم فقط لتوثيق هذه المرحلة للتاريخ، ولوحاتي غير معروضة للبيع”.
وإذ أشارت إلى أنّ “التركيز في جميع اللوحات هو على الألم والأمل”، رأت “أننا لسنا نعيش في عالمنا الحاضر في جنّة، فنحن نعيش طوفان الخوف والفكر والقتل والتخلّف والجهل، وهو ما عبّرت عنه في إحدى لوحاتي التي تجسّد طوفان نوح، ولكنّني تركتُ، كما هو الأمر في جميع لوحاتي، فسحة للأمل من خلال بريق النور الساطع من الأعالي أو من خلف القضبان”، مؤكدة أنّ “الأديان ليست الطوفان الذي نتخبّط فيه، بل الأديان محبة، سلام وتعايش كما علّمنا السيد المسيح”.
وشدّدت رمضان على أنّ “المسيح جاء على الأرض من أجل البشرية جمعاء، ولم يأت للمسيحيين فقط، وبالتالي من حقي أن أتكلّم عن المسيح ورسالته”.
أضافت: “أنا كمسلمة عرفت المسيح من خلال القرآن الكريم. وسورة مريم هي أكبر سورة بالقرآن”.
أمّا الفنّان بشير فيركّز في لوحاته على معادلة الخير والشرّ، ويبرز ذلك بوضوح في إحدى الرسومات التي “تظهر شريحة من الناس تحذو حذو المسيح، في النور، تعبيرا عن الخير، فيما تقبع شريحة أخرى بعيدة عن المسيح، في الظلام، دلالة عن الشر المسيطر عليها”، كما شرح بشير.
وأكد بشير أن السيد المسيح أدخل المعتقدات القيّمة والمهمة جدا الى حياتنا، وأبرزها رسالة المحبة والعفو والتسامح، التي تضيف معنى حقيقي لوجودنا”. وختم بشير بالقول: “لوحاتي أفق مفتوح للجمهور الذي لا أريد تقييده بفكرة واحدة، وبالتالي أترك له حرية البحث والاستنتاج عما يوجد وراء دلالات لوحاتي، فالجمهور هو المطالب وحده بتفكيك شفرة اللوحة والاستمتاع بها حسب ثقافته ورؤيته للأشياء والموجدات”.