الرئيسية / آخر الأخبار / الفنانة التشكيلية اللبنانية وفاء سلوم : المدرسة الرمزية مذهب أدبي يعبر عن تجارب فلسفية وأدبية مختلفة
التشكيلية وفاء سلوم

الفنانة التشكيلية اللبنانية وفاء سلوم : المدرسة الرمزية مذهب أدبي يعبر عن تجارب فلسفية وأدبية مختلفة

شكر وتقدير لإدارة صحيفتي الشرق والنهار لنشرها حوار صحفي مع الفنانة التشكيلية اللبنانية وفاء سلوم
والشكر موصول للأستاذ علي صحن عبد العزيز 🌷

حوار : بسمة العبيدي

مثلما الأحلام تولد مع الطفولة ، فأن ضيفتنا (وفاء سلوم) كان حلمها يرافقها طوال سني حياتها ليتكلل بفن الرسم، مشوار حياتها شيق مر بأدوار وأطوار وأحداث نحتت شخصيتها الفنية، فمن خلال الكتابة والألقاء كانت أولى خطواتها إذ لقبت ب (الشاعرة الصغيرة)، وفكرة الرسك كانت صدفة كتب لها النضوج والأحتراف عندما كانت تساعد أولادها في رسم وصناعة مجسمات تطلب منهم في ألمدرسة ، عاشت التحدي لكي تثبت شخصيتها الفنية في أهدافها وتوجهاتها في تعزيز رسالة الفن والفن التشكيلي بشكل خاص.
جمعنا معها هذا الحوار الممتع الذي لايخلوا من الشفافية والمكاشفة وتسليط الضوء على إبداع التشكيلي.

* كيف كانت بدايتك؟.
_ لم يكن الرسم في البداية هدفاً أو هواية بالنسبة لي ، فمنذ صغري تميزت بالكتابة والإلقاء ، ولقبت (بالشاعرة الصغيرة ) ، فلقد درست العلوم الدينية ورحت أقرأ الكتب لأنني شغوفة بالقراءة ، وأوقد جمر الحلم المتجدد “الرسم” كما أنني لم أتوقف عن الكتابة أيضًا ، وبقت فكرة الرسم حلم يراودني عندما كنتُ أساعد أولادي برسوم ومشاريع مجسمات تطلب منهم في المدرسة ، حينها أتخذت القرار بدراسة الفن التشكيلي وقد كان الأمر تحدياً مع ذاتي ، حتى بدأت الرحلة وأصبحت أعبر بريشتي لما عجز حبري وحرفي في التعبير عنه.

* من هو ملهمك في الفن؟.
_ إلهامي الأول كان من داخلي ، لكن عند بداية دراستي تأثرت بأساتذة ورواد الفن التشكيلي، بعدها تأثرت بالرسام العالمي (فان كوخ) والذي يُعتبر من رواد المدرسة الأنطباعية.
* تأثير مكانك الذي عشتِ فيه طفولتك في صناعة شخصيتك الاجتماعية والفنية؟.
_ عائلتي ساعدت وساهمت في صياغة شخصيتي الأجتماعية والفنية ، على الرغم بأنها كانت مفاجأة لهم دخولي عالم الفن وكان ظنهم ربما عدم نجاحي به، ولكن عندما شاهدوا أصراري ساعدوني وأعطوني الكثير من الرعاية والمحبة والثقة بالنفس ، مما ساهم في نجاح عملي.

* أول شخصية فنية أشادت برسمك وحفزتك على الاستمرار؟.
– لا أنسى صديقتي الفنانة (عبير عربيد) وهي تتابعني دائمًا بكل التفاصيل، وتتواصل معي عن طريق الهاتف بسبب انشغالاتها وسفرها للخارج ، لكن ذلك لم يمنعها من تقديم الرأي وملاحظاتها الفنية لي.

* ألى أي مدرسة فنية تنتمي أعمالك الفنية؟.
_المدارس بالفن التشكيلي لها ما لها ، ولكن مدرستي المفضلة المدرسة الرمزية، لأنها مذهب أدبي يعبر عن تجارب فلسفية وأدبية مختلفة من خلال الإشارة والرمز والتلميح ،كما تعد أساسًا لظهور مذهب الحداثة الأدبية والفكرية.

* بماذا تمتاز رسوماتك؟.
_أسعى إلى فهم الذات والتعبير عنها والتعمق أكثر في سبر أغوارها ، وإيصال رسائل خاصة من خلال رسوماتي ، حتى تلك التي تُعرف بأسم (بورتريه) التي تحاكي واقعنا العربي، وخصوصاً بلدي لبنان الذي يعاني من حصار وأزمة اقتصادية خانقة ، ومع هذا كله هنالك مساحة للفرح والفن والمسرح ، لأن اللبناني بطبعه خلاق ولا تهزمه ألصعاب ، فأتابع فرحي بالفن التشكيلي محاولة مني لأضافة العبور ألى الواقع.

* كيف تتعاملين مع اللون؟.
_ اللون عنصر أساسي في اللوحة ، ولذا يجب أن نجيد فهمه وما هي الرسالة التي يمكن إيصالها وأين نستخدمه لكي يخبرنا عن نفسه ومكانه وزمانه.

* ماهي الصفة المميزة في لوحاتك؟.
– أحاول الخروج من الحزن الوجه الثاني وأستنبط منه الأمل والحكمة ، وأبرز آخر أعمالي لوحة (رحلة دمعة) وقد عبرت فيه عن دمعة أحرقت روحنا في يوم ما ، وأضيء على أن الحروق تغير الملامح لذلك يجب أن نغيرها لطرق أخرى جميلة وحياة أفضل.

* صفِ لنا تجاربك المحلية وكيف تُقيمين الحراك الفني والثقافي في لبنان؟.
_ تعمقي بالفن التشكيلي أهلني للمشاركة في معارض محلية كثيرة ، ولقد تلقيت عليها الكثير من الأشادات القيمة وكان أخرها معرض في دار المصور ، ووجهت لي دعوة للمشاركة في معرض قادم في قلب بيروت ،
أما الحركة الفنية الآن في لبنان فأنها تمتاز بالحراك الفني الناشط جدًا، ويعود هذا الأمر لحاجة الناس ألى مساحة جميلة تعبر بصدق وشفافية ضمن قالب جميل ، يعطي راحة نفسية مما يخفف ضغط الحياة ، والشعب اللبناني دائمًا يبتكر الجمال والرقي ليس فقط للبنان بل لكل الدول العربية .

* حالياً تعيش لبنان أزمة أقتصادية كيف أنعكست على المثقفين بشكل عام والفنانين بشكل خاص؟.
_ بالطبع أثر الوضع الأقتصادي على كل الأصعدة ومنها ما يتعلق بالجانب الفني، لكن الفنان لا يتوقف تحت أي ظرف كان ، لأن عمله يعبر دائماً عن الواقع بكل حالاته، وهو بالدرجة الأولى يحكي الوضع لإنساني بكل صدق.

* ماهو دور النقابات والملتقيات والأتحادات في زيادة الأضافات النوعية للفنان؟.
_ بكل تأكيد تساهم كثيرًا في تطور الفنان من خلال الأنشطة والبرامج والمهرجانات التي تنظمها هذه الجهات والتي تعطي حافزاً للفنان بالتعرف على تجارب الآخرين وتفعيل الأحتكاك المثمر والتحفيز من أجل الإبداع والعطاء.

* حبذا لو تحيطنا علماً بمشاركتك الخارجية ، وأيها تركت أثرًا كبيرًاً في شخصيتك؟.
– المشاركات الفنية الخارجية خجولة وتقتصر على المشاركة عبر الاونلاين ، ولمشاركة فيها لا تتيح فرصة للرسام لكي يوصل ما لديه ، لأن التفاعل ضئيل وغير جدي نظراً لما تمر به لبنان ، لعل المستقبل القريب يحمل لي فرص للمشاركة، وسوف تكون أولها في بلاد الأصالة والثقافة والعراقة بلاد ما بين النهرين.

* الفنون الجميلة ، برأيك دراسة أكاديمية بحتة ، أم أنها توجه وثقافة عامة ممكن صقلها بمجهود فردي؟.
_ الأثنان معاً مع وجود الموهبة بشكل خاص حتى يعطي الفنان حق أعماله يجب أن تكون لديه خلفية فكرية وثقافية مع الدراسة الأكاديمية لأنها تعطيه ثقل من خلال معرفته بكل المدارس الفنية والتاريخ الفني.

* برأيك هل أصبح الفن إداة للتصحيج في المجتمع؟.
_بكل تأكيد بل وأراها ثورة حقيقية ورسالة مؤثرة جداً ، سواء كان من خلال الرسم أو الكتابة والتمثيل وحتى الغناء. ، خاصة لتوثيق الحقبة التى يعيشها الفنان لتكون بمثابة تاريخ يحكي عن ثقافة كل بلد .

* كلمة أخيرة تختمين بها حوارنا توجهيها للعراق وشعبه؟.
_ كنت ولا زلت منحازة إلى هذا الوطن العريق وإلى شعبه المثقف ، فالعراق بوابة لكل الثقافات والحضارات التي مرت عبر السنين بكل ما للكلمة من معنى ، وامنيتي ان يحظى هذا الوطن وهذا الشعب الغني بكل طوائفه بالأمان والإستقرار لأنه يستحق ذلك.

شاهد أيضاً

الشاعر أنور الخطيب

الشاعر أنور الخطيب يوقع ديوانه العاشر “حنوناً كياسمين الظهيرة” في أبو ظبي

حنوناً كياسمين الظهيرة، عنوان الديوان العاشر للشاعر والروائي أنور الخطيب، يصدر عن اتحاد كتاب وأدباء …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *