شغف القراءة والثقافة لدى ابناء سومر من طلبة الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا هو ما دفع د.مازن رياض الحميد ومجموعة من المثقفين في محافظة الناصرية – ذي قار جنوب العراق إلى تأسيس نادي للقراءة، أطلقنا عليه اسم نادي “القراءة الجامعي”، ولم نحدد ذلك حصرا للكتاب وذلك لما يحمله نهر الثقافة في هذه المدينة الذي يعود لها دور كبير في اكتشاف اول الحروف على وجه هذا الارض.
تأسس النادي بداية عام 2021 إذ انبثق عن الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولولجيا، ويحمل على عاتقه مهمة نشر ثقافة القراءة وحب الكتاب وتحريك العجلة الثقافية في المدينة، وهو منفتح على جميع الشرائح المجتمعية بكافة اختصاصاتهم وبغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية أو الفكرية.
ويقول مدير النادي د.مازن الحميد ، حب القراءة دفعنا وأعضاء النادي إلى تأسيس هذا الصرح الثقافي، وأردنا من خلاله نشر عدوى القراءة لدى جميع طلبة الجامعة و شرائح المجتمع، وجعلهم على علاقة دائمة مع الكتاب في زمن التكنولوجيا التي غزت العالم، وفي ظل تراجع عدد القراء حول العالم خاصة في العالم العربي”.
ويلفت إلى أن هناك العديد من القراء المثقفين، لكن ما يحتاجونه هو التحفيز والتشجيع، فكان نادي ” القراءة الجامعي” الذي يعتبر أول ناد للقراءة في مدينة ذي قار وعاصمتها الثقافية اريدو ويعد نافذة على عالم الكتاب بالنسبة لهم.
“نحو أمة تقرأ لترتقي ونحو نهضة فكرية” هي رؤية نادي ” القراءة الجامعي” الذي يهدف إلى أن يكون مساحة للعقول الشابة القارئة لتبادل الآراء ومناقشة الأفكار التي تطرحها الكتب بعين الناقد والقارئ المتمرس، ويسعى لنشر ثقافة القراءة داخل شريحة المجتمع الطلابي الواسعة في الجامعة الوطنية، وبناء جيل واع ومثقف، بالإضافة إلى اكتشاف المواهب لدى الطلبة والاستفادة منها في تشجيعهم على الالقاء وتنظيم الورش، وتوفير الكتب بأسعار مخفضة من خلال التعاونات التي عمل عليها النادي مع دور النشر والمكتبات لتكون متاحة للجميع.
كما يعمل النادي على تحفيز المنتسبين على الكتابة، وتدريبهم على مهارات وتقنيات القراءة المختلفة و التلخيص والنقد والحوار، بالإضافة إلى المساعدة في نشر بعض إصدارات وكتابات أعضاء النادي. في مختلف المواقع الالكترونية والمنصات الثقافية المحلية والعربية.
وما يميز نادي ” القراءة الجامعي” نشاطاته المتنوعة والتفاعلية من خلال الورش المتنوعة في الشعر والقصة القصيرة والكتابة والرواية والتنمية البشرية، وإقامة الندوات الثقافية، بالإضافة لتنظيم لقاء اسبوعي يجتمع فيه القراء لمناقشة أبرز الكتب الصادرة في مجالات مختلفة، اجتماعية وفلسفية وفكرية وأدبية، إذ يتم اختيار الكتب المطروحة للنقاش وفقا لما يتفق عليه أعضاء النادي من كتب تهتم بقضايا مجتمعية تهم الناس من أدب وعلم اجتماع وسيرة ذاتية.
ويتطرق المشاركون بجلسة النقاش إلى مميزات الكتاب المختلفة، كأسلوب الكتابة واللّغة والأفكار المطروحة فيه وغيرها، وتقول عضو الهيئة الإدارية للنادي د.زينب عبد الامير فرحان، إن “ما أضافه النادي للقراء هو أنه جعلهم يعرفون تقنيات القراءة وفهم الكتاب وتحليله وتحولهم من قراء عاديين إلى قراء محترفين”، وتضيف أنه “كثيرا ما نفاجأ ببعض الأعضاء الذين يأتون بأفكار جديدة وتحليل جديد حول كتاب ما بطريقة مختلفة وغير مألوفة”.
ويشهد نادي “القراءة الجامعي” تفاعلا كبيرا مع أنشطته، ويبرز ذلك من خلال عدد منتسبيه الذي يزداد يوما بعد آخر، حسب القائمين على النادي، إذ يبلغ عدد أعضائه 75 عضوا من مختلف الأعمار والاهتمامات الثقافية، الذين يؤكدون أنه يوجد وقت للقراءة دائما، فمهما كان الإنسان مشغولا، ومهما كثرت ارتباطاته، هناك وقت للقراءة ولو نصف ساعة في اليوم.
يقول احمد الطيب احد اعضاء النادي وطلبة الجامعة الوطنية، إن وجوده “أضاف الكثير لجامعتنا ومدينتنا ذي قار وساعد في رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي، وخلق جو لائق بالجامعة التي كانت ولا تزال وستستمر في نهضة كبيرة يتكاتف الجميع لإعادة مكانتها الحضارية والانسانية.
كل التوفيق لنادي القراءة الجامعي وللدكتور مازن الحميد أحد ابناء ملتقى الألوان المبدعين
نفتخر بك وبجهودك وعطائك