أسعد الله مساءكم… أو بالمحكية “يسعد مساكم”
لصور… أمّ اللّغة والشعر والأسطورة….
لملكارت…الّذي ولدت هذه المدينة مكانَ ولادته فكانت قصيدة موزونة على البحر المتوسط….
للشّعر… نبضنا المتنقّل في الحارات والمدن….
للأحبّة الّذين جاءوا يملؤون سكّر القلوب في جعبات الوقت…
أسعد الله هذا المساء الغارق في العظمة والتّاريخ.. نسجته أيدٍ أرادت أن يكون للمحكية “مهرجانها الضخم” في ثلاث قصائد ينمن كل ليلة في حضن المتوسط وينشدنه الشّعر والموسيقى والفرح… هنّ صور وطرابلس وبشامون….
فالشكر لوزارة الثقافة واتّحاد الكتّاب اللّبنانيّين لرعايتهم…
والشكر للدكتور محمد حمود رئيس منتدى العباسية الثقافي والاجتماعي ولأعضاء المنتدى ولأهالي العباسية على احتضان هذه الأمسية…
والشّكر لمنتدى شواطئ الادب ومنتدى شاعر الكورة الخضراء.. وملتقى حبر أبيض لتنظيم هذا المهرجان,,
مهرجان صنعته إرادات خُلقت للحياة أو لنقل إنّها تخلق كلّ يوم من الشعر حياة… تخلط طين المحبّة بماء قلوبها الصافية، تنفخ فيه روح الشّعر فتولدُ أمسيات ومساءات للكلمة واللغة والموسيقى….
يقال إن شياطينًا خارج أسوارنا تزمجرُ وترعدُ… أشعر في هذا الزّمان البارد؟
لكنّنا لا نهتم.. نكمل آياتنا وكتبنا.. نعلّم المدن الأسماء كلّها…. ونمضي نحو جنّتنا…
ننقلُ القصيدة كآبائنا الفينيقيين على ظهورنا…. لنصنع سفينة نجاتنا وسط ترّهات السياسة والاقتصاد….
وهذه المرة أردناها بالمحكيّة…
على طريقة صيادي مدننا السمراء.. نلقي شباك المجاز في بحار القلوب… لنخرج بكفاف يومنا من الفرح والأمل…
على طريقة أسواقها الشّعبيّة تنادي أبناءها للحياة… تعجن قمح الكلمة طازجًا وتلقيه في فم مريديها وسائحيها …
أردناها بالمحكية…
على طريقة شاعر عاشق… خلع عنه عباءات النحو والصّرف والبلاغة ليقول لحبيبته: “بحبّك” مذهّبة كجسد خرج لتوّه من حمام شمس دافئ….
أردناها بالمحكية….
على طريقة مقاومي هذه المدينة العظيمة.. يوم كانت الكنايات شيفرة إعجاز وتعجيز للعدو..
وعلى طريقة فيروز يوم تختصر بصوتها الشجيّ لهفة تحاكي لهفتنا اليوم فتقول “وإنتْ مشغول بقلوب”….
ساحرةُ هي اللّهجات الخارجة من رحم اللغات المكتوبة… هي ماؤها الجاري الّذي يخصّب شوارعها وأحياءها… هي الدّليل الجميل على مقولة ريتشاردز أنّ المعاني لا تمكن في الكلمات فقط بل في البشر..
ونحن نعرف أنّها تجربة محفوفة بالمخاطر … لأن للكلمة كما يقول ڤندريس قيمتَها النقديّة أيضًا… فإن كانت خالية من الحقيقة صارت مجرد أنفاسٍ صوتية باطلة….
لكنّنا نعرف أيضًا أن هذه الاحتفالية تقوم على أعمدة في الشعر المحكي… شعراء يعرفون كيف يخلقون الحب والقيمة والجمال من الكلمة ويطلقونها حرّة في سماء دهشتنا…
فافتحوا أبواب القلوب لصلاة.. حان الآن آذان القصيدة حسب التّوقيت المحلّي لمدينة صور وضواحيها….
الوسومالشاعرة هدى سليمان
شاهد أيضاً
بالفيديو | “جيابن نصر وتراب” للشاعر محمد علوش
نور الشمس محتار من وين جابوا ملامحن؟ وكتار قالوا كتار ملوّا الدني أعياد هني لي …