كتبت عضو ملتقى الألوان الشاعرة فاطمة أيوب بعد مشاركتها الشعرية في العراق :
(بغداد ما اشتبكت عليكِ الأعصرُ
إلا ذوت ووريقُ عمرك أخضرُ)
للشاعر السيد مصطفى جمال الدين
رحمه الله
بغدادُ جئتكِ من جفافٍ محدقٍ
فتفجرت تلقاءَ وجهِك أنهرُ
فاطمة أيوب
جولة في #بغداد
بدعوة كريمة ورفقة عزيزة يتقدّمها السيد محمد مصطفى جمال الدين ، والشاعر حسن سامي والشاعر أحمد كاظم خضير والشاعر ياسر آل غريب حيث ازدانت الرحلة بحضورهم، وصار الصباح أكثر إشراقًا.
بدأنا من شارع الرشيد ثم الى شارع المتنبي، حيث يبدأ المشهد وكأنك تدخل عالَمًا آخر
الكتب تفترش الأرصفة وتُعانق المارّة بعناوينها، من أمهات التراث إلى آخر إصدارات الفكر والأدب. وعلى جانبيه يقف الرسامون بفرشهم ولوحاتهم، يلوّنون وجه المدينة بأمل جديد، فيما تصدح نغمات الموسيقى من عود أو كمان أو صوت شابٍ يغنّي للوطن والحب. هو شارعٌ لا تكتفي بزيارته، بل يزورك بروحه، فيذكّرك أن بغداد لم تتوقف عن الحلم رغم كل ما مرّ عليها.
وفي مقهى الشاهبندر توقّفنا قليلًا، نستعيد أنفاسنا مع رشفات الشاي والليمون وهمس الماضي الذي يسكن جدرانه.
ومن هناك انطلقنا لنزور النُّصُب التذكارية في المدينة، قبل أن نتوجه إلى اتحاد الكتاب العراقيين حيث المتحف الذي يحتضن بعض مقتنيات الشعراء تخليدًا لذكراهم. ثم مررنا بالمكتبة، ذلك المكان الذي يظل الحرف فيه سيدًا، كما حضرنا جلسة توقيع إصدارات جديدة والتقينا بالأصدقاء الشعراء.
ثم حملتنا الخطى إلى ضفاف دجلة، حيث استقبلنا مطعم البيروتي بكرم نكهته، فتذوّقنا السمك المسگوف على الطريقة البغدادية الأصيلة.
وختمنا الجولة أمام نصبٍ تذكاري يخلّد كلمات الشاعر السيد مصطفى جمال الدين، فكان الختام شعرًا على لسان المدينة نفسها، يذكّرنا أن بغداد تبقى حيّة بالكلمة كما بالنهر.

ملتقى الألوان الفني ملتقى الألوان الفني