كتبت هبة مرهج جواد
أنّه قد لا يُصنَّفُ الفنّانُ فنّانًا ،لمُمارسَتِه الفنّ فقط ، وإنمّا لاستشعارِهِ إيّاه حتّى دون اعتناقِه..
تمامًا كما يُصنَّفُ الإنسانُ إنسانًا لإستشعارهِ الإنسانيّة
هذا ببساطة لأنّ الفن لا يدخل إلّا القلوب المُتمرّسة على الذّائقة…
“نحنُ” المُستشعِرون لتلك التّفاصيل المؤَجّجَة هُنا وهُناك، قد يكون مَديحُنا مذبَحُنا الحقيقيّ..
و قد يكونُ الإعتراف ب تميُّزِنا عِبئًا روحيًّا غليظًا جدًّا..
ثُمَّ وإن نعتونا بكافّةِ ألقابِ الفنّ ، من رسامين وكُتّاب وشُعراء وما إلى ذلك، تداعى إلى ذلك الرُّكنِ الدّمَويَّ الصغّير، نبضٌ غير آمِن، وثِقلٌ غيرَ ذاتِ مفهوم..
ويكأنَّ هذا التّميُّز يُنحّينا جانِبًا ،
ويُلبِسُنا نظّاراتِ العيونِ خاصّته، فكُلّ الخلق في وادي، وذواتُنا نحنُ في أوديٍة أُخرى..
..
قلبي علينا نحنُ المُرهفون الغارقون في تفاصيل الجمال أينما وُجِد،
قلبي علينا نحنُ النّازِفِون من حواسِنا لِفَيضِ إسرافِنا في استخدامها
تمشي هذه الفنون فينا سُبُلَ العُمر
وتَطَأُ ب ريشاتها وأحرُفِها ونوتّاتِها أعمقَ رهافةٍ شعوريٍّة في جوفِنا
نتخبّطُ بهذه النّشوةِ الفتّاكة، ثُمَ نعود للواقِعِ بلا انتماء،
مُقيّدين
غُرباء،
وغُرباء جِدًّا…