من شارع مدام كوري في قريطم بيروت، كانت الكلمة على موعد مساء الثلاثاء في 28-10-2025 مع الضوء في أمسية شعرية لبنانية الهوى نظمها ملتقى الألوان الفني بالتعاون مع ملتقى خيرات الزين الثقافي، جمعت بين الشعر والسينما، وبين الإحساس والخيال، في حضور حشد من الأدباء والفنانين والإعلاميين ومحبي الكلمة الجميلة.
استُهلت الأمسية بالنشيد الوطني اللبناني، لتفتتح بعدها الشاعرة آلاء سيف الدين اللقاء بكلمة رحّبت فيها بالحضور قائلةً: “جئنا اليوم لنحتفل بالكلمة، بالإبداع، وبالروح التي تجعل الشعر يعيش بيننا وينبض فينا… في هذا الصرح الثقافي الراقي، ملتقى خيرات الزين، الذي يجمع الحب والفن والثقافة بكل نبضها.”
وتوجهت سيف الدين بتحية تقدير إلى الفنانة التشكيلية والشاعرة خيرات الزين، مشيدةً بعطائها الفني والإنساني، كما شكرت رئيس ملتقى الألوان الشاعر محمد علوش على جهوده الدائمة في دعم الأنشطة الثقافية، واصفةً إياه بـ”رجل الظلّ المضيء دائمًا”.
كما خُصصت فقرة لتكريم روح شاعر المنبرين الكبير طليع حمدان، في تحية وجدانية مؤثرة استحضرت صوته وصورته ووقع كلماته في الذاكرة اللبنانية.
ألقى الشاعر بلال دياب كلمة باسم ملتقى الألوان، تحدّث فيها عن رسالة الملتقى في زرع الجمال بالألوان والكلمات، وتحويل الفن إلى مساحة لقاء حيّة تجمع الرسم والشعر والموسيقى في فضاء واحد من الفرح والإبداع.
ثم كانت الكلمة للشاعرين سمير خليفة وأسعد جوان اللذين ألهبا القلوب بقصيدتهما العامية المفعمة بالصدق والعاطفة والحنين.
فمن الصفرا – كسروان، جاء سمير خليفة “من تراب الكلمة وندى الحنين”، شاعرٌ “عرف أن التراب لا يُنبت وردًا أبيض إلا إذا جُرح”، فكان شعره عاصفة حبّ وصدق ووجع.
أما أسعد جوان، “ابن زان البترون وريح الموج وعطر الورد”، فقدّم قصائد تمزج الوجع بالبسمة، والحياة بالحلم، ليؤكد أن الشعر عنده “طير لا يقبل القفص”.
وتنوّعت الأمسية بلحظة فكرية لافتة مع المخرج علي الهادي نزها الذي قدّم مداخلة بعنوان «الشعر والسينما: لَمّا الشعر صار صورة».
استند نزها في طرحه إلى قراءات فلسفية وجمالية عدّة، فقال: “الشعر كما عرّفه أرسطو هو محاكاة للأفعال لا بالكلمات وحسب، بل بالإيقاع والانسجام والصورة، فيما السينما هي الشعر في الزمن الحقيقي كما وصفها أندريه بازان.”
وأضاف: “الشاعر يوقف الزمن بالكلمات، والمخرج يصنعه بالكادرات، فكلاهما يعمل على المادة نفسها: الزمن والإحساس.”
واستعرض نزها عبر مقارنات فنية بين أعمال شعرية وأفلام عالمية، من كيشلوفسكي إلى كيارستامي، مرورًا بإيليا سليمان وياسوجيرو أوزو، مؤكدًا أن العلاقة بين الشعر والسينما ليست مجرد تقاطع بل تماهٍ في اللغة والخيال والوجدان.
وفي ختام الأمسية، وُزعت دروع تقدير للشعراء والمشاركين، واخذت الصور التذكارية .
هكذا، أضاء الشعر بيروت من جديد، على وعد بلقاءات قادمة يكون فيها اللون قصيدة، والكلمة مرآة للروح، والسينما امتدادًا للصورة الشعرية في الزمن.


















ملتقى الألوان الفني ملتقى الألوان الفني